ها نحن قد ودعنا شهر رمضان بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة، وقد فاز في هذا الشهر من فاز بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، وخسر فيه من خسر بسبب الذنوب والعصيان، فمن منا المقبول فنهنيه، ومن منا المطرود فنعزيه؟!
لمن العيد ؟!
إن العيد موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بخالقهم ومولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بفضله وبمغفرته، كما قال تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون} [يونس: 58].فالعيد لمن أطاع الله، والحسرة لمن عصاه! العيد لمن أحسن في نهاره الصيام، وأحيا ليله بالقيام.العيد لمن سهر على تلاوة القرآن، لا في اللهو والحرام.فما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.قال الحسن البصري: كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقضيه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد. ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد.
ليس العيد لمن تجمل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.ليس العيد لمن حاز الدرهم والدينار إنما العيد لمن أطاع العزيز الغفار.
عبودية العيد
ليس العيد كما يظن كثير من الناس أوقاتا ضائعة في اللهو واللعب والغفلة، بل شرع العيد لإقامة ذكر الله وإظهار نعمته على عباده، والثناء عليه سبحانه بها، وشكره عليها، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده عند إكمال العدة بتكبيره وشكره فقال سبحانه:{ ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } [البقرة: 185]. فشكر من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه، ويتقوه حق تقاته. إن كثيرا من الناس تضيع أوقاتهم في العيد بالسهرات ، واللهو واللعب، وربما تركوا أداء الصلوات في أوقاتها أو مع الجماعة، فكأنهم يريدون بذلك أن يمحوا أثر رمضان من نفوسهم إن كان له فيها أثر، ويجددوا عهدهم مع الشيطان الذي قل تعاملهم معه في شهر الصيام.إن العيد شكر وليس فسقا، فاحفظوا أبناءكم وإخوانكم.ومن جمله شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرته لذنوبه، أن يصوم بعد رمضان ستا من شوال، فيكون كمن صام السنة كلها؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلّم «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» رواه مسلم.
احذر الغفلة
نظر بعض العلماء إلى الناس يوم الفطر وما هم عليه من الغفلة، وانشغالهم بما هم فيه من الطعام والشراب واللباس فقال: لئن كان هؤلاء أنبأهم الله عز وجل أنه قد تقبّل منهم صيامهم وقيامهم، فقد كان ينبغي لهم أن يكونوا أصبحوا مشاغيل بأداء الشكر. ولئن كانوا يخافون أنه لم تقبل منهم، كان ينبغي لهم أن يكونوا أشغل وأشغل!!فيا من عزم على المعاصي في شوال، أشهر احترمت أم رب الشهر؟، رب الشهرين واحد.. تقول: أصلح رمضان وأفسد غيره، وعزمك في رمضان على الزلل في شوال أفسد عليك رمضان. من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولى وانقضى، ومن كان يعبد رب رمضان فإنه باقي أبدا.وإذا طالبتك نفسك بالمعاصي والمنكرات في شوال، فذكّرها الوقوف بين يدي الكبير المتعال، يوم تشيب الرؤوس من الأهوال، لعل ذلك يكف الهوى والشهوات.
غض البصر
قال بعض أصحاب سفيان الثوري: خرجت مع سفيان يوم عيد فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر!!
أعياد المؤمنين
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: « إن الله أبدلكم يومين خيرا منهما؟ يوم الفطر ويوم الأضحى ».فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو، وهناك عيد ثالث يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة.
العيد آداب وأحكام
1- يحرم صيام يوم العيد لحديث أبي سعيد: «أن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى عن صيام يومين، يوم الفطر ويوم النحر».2- يستحب أن يجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت اعترافا بالعبودية وإظهارا للفرح والسرور.3- أن يهنىء المسلمون بعضهم بعضا بالعيد، فإن ذلك من مكارم الأخلاق.
4- يستحب التوسعة على الأهل والعيال في المأكل والمشرب والملبس دون إسراف أو تبذير، ويستحب كذلك صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب والإخوان.
ينبغي المحافظة على صلاة العيد وعدم إضاعتها.
6- يستحب الغسل قبل الصلاة والتطيب والتجمل بلبس أحسن الثياب.
7- من السنة الأكل قبل صلاة عيد الفطر. 8- ومن السنة أن يخرج الإنسان إلى العيد ماشيا، وأن يخالف الطريق الذي أتى منه، فيرجع من غيره، حتى يشهد له الطريقان وما فيهما من ملائكة يوم القيامة.9- صلاة العيد ركعتان يفتتح الأولى بسبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، والثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، وإذا سلّم من الركعتين قام الإمام، فيخطب خطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة.
زكاة الفطر
في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلّم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين .وزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإعانة للفقير على الفرح والسرور في يوم العيد، وهي واجبة على المسلم الحر العاقل وكذلك عمن تلزمه مؤونته
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
لمن العيد
وعلى آله وأصحابه أجمعين
لمن العيد ؟!
إن العيد موسم الفرح والسرور، وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بخالقهم ومولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته، وحازوا ثواب أعمالهم بفضله وبمغفرته، كما قال تعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون} [يونس: 58].فالعيد لمن أطاع الله، والحسرة لمن عصاه! العيد لمن أحسن في نهاره الصيام، وأحيا ليله بالقيام.العيد لمن سهر على تلاوة القرآن، لا في اللهو والحرام.فما فرح أحد بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.قال الحسن البصري: كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، وكل يوم يقضيه المؤمن في طاعة مولاه وذكره وشكره فهو له عيد. ليس العيد لمن لبس الجديد، إنما العيد لمن طاعاته تزيد.
ليس العيد لمن تجمل باللباس والمركوب، إنما العيد لمن غفرت له الذنوب.ليس العيد لمن حاز الدرهم والدينار إنما العيد لمن أطاع العزيز الغفار.
عبودية العيد
ليس العيد كما يظن كثير من الناس أوقاتا ضائعة في اللهو واللعب والغفلة، بل شرع العيد لإقامة ذكر الله وإظهار نعمته على عباده، والثناء عليه سبحانه بها، وشكره عليها، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده عند إكمال العدة بتكبيره وشكره فقال سبحانه:{ ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون } [البقرة: 185]. فشكر من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه، ويتقوه حق تقاته. إن كثيرا من الناس تضيع أوقاتهم في العيد بالسهرات ، واللهو واللعب، وربما تركوا أداء الصلوات في أوقاتها أو مع الجماعة، فكأنهم يريدون بذلك أن يمحوا أثر رمضان من نفوسهم إن كان له فيها أثر، ويجددوا عهدهم مع الشيطان الذي قل تعاملهم معه في شهر الصيام.إن العيد شكر وليس فسقا، فاحفظوا أبناءكم وإخوانكم.ومن جمله شكر العبد لربه على توفيقه لصيام رمضان وإعانته عليه ومغفرته لذنوبه، أن يصوم بعد رمضان ستا من شوال، فيكون كمن صام السنة كلها؟ لقول النبي صلى الله عليه وسلّم «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر» رواه مسلم.
احذر الغفلة
نظر بعض العلماء إلى الناس يوم الفطر وما هم عليه من الغفلة، وانشغالهم بما هم فيه من الطعام والشراب واللباس فقال: لئن كان هؤلاء أنبأهم الله عز وجل أنه قد تقبّل منهم صيامهم وقيامهم، فقد كان ينبغي لهم أن يكونوا أصبحوا مشاغيل بأداء الشكر. ولئن كانوا يخافون أنه لم تقبل منهم، كان ينبغي لهم أن يكونوا أشغل وأشغل!!فيا من عزم على المعاصي في شوال، أشهر احترمت أم رب الشهر؟، رب الشهرين واحد.. تقول: أصلح رمضان وأفسد غيره، وعزمك في رمضان على الزلل في شوال أفسد عليك رمضان. من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولى وانقضى، ومن كان يعبد رب رمضان فإنه باقي أبدا.وإذا طالبتك نفسك بالمعاصي والمنكرات في شوال، فذكّرها الوقوف بين يدي الكبير المتعال، يوم تشيب الرؤوس من الأهوال، لعل ذلك يكف الهوى والشهوات.
غض البصر
قال بعض أصحاب سفيان الثوري: خرجت مع سفيان يوم عيد فقال: إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا غض البصر!!
أعياد المؤمنين
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلّم المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: « إن الله أبدلكم يومين خيرا منهما؟ يوم الفطر ويوم الأضحى ».فأبدل الله هذه الأمة بيومي اللعب واللهو يومي الذكر والشكر والمغفرة والعفو، وهناك عيد ثالث يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة.
العيد آداب وأحكام
1- يحرم صيام يوم العيد لحديث أبي سعيد: «أن النبي صلى الله عليه وسلّم نهى عن صيام يومين، يوم الفطر ويوم النحر».2- يستحب أن يجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت اعترافا بالعبودية وإظهارا للفرح والسرور.3- أن يهنىء المسلمون بعضهم بعضا بالعيد، فإن ذلك من مكارم الأخلاق.
4- يستحب التوسعة على الأهل والعيال في المأكل والمشرب والملبس دون إسراف أو تبذير، ويستحب كذلك صلة الرحم وزيارة الأهل والأقارب والإخوان.
ينبغي المحافظة على صلاة العيد وعدم إضاعتها.
6- يستحب الغسل قبل الصلاة والتطيب والتجمل بلبس أحسن الثياب.
7- من السنة الأكل قبل صلاة عيد الفطر. 8- ومن السنة أن يخرج الإنسان إلى العيد ماشيا، وأن يخالف الطريق الذي أتى منه، فيرجع من غيره، حتى يشهد له الطريقان وما فيهما من ملائكة يوم القيامة.9- صلاة العيد ركعتان يفتتح الأولى بسبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، والثانية بخمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، وإذا سلّم من الركعتين قام الإمام، فيخطب خطبتين يجلس بينهما كما في الجمعة.
زكاة الفطر
في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلّم زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين .وزكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وإعانة للفقير على الفرح والسرور في يوم العيد، وهي واجبة على المسلم الحر العاقل وكذلك عمن تلزمه مؤونته
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
لمن العيد
وعلى آله وأصحابه أجمعين
